العربية

شراكة الصين مع لبنان تنهض به وتخرجه من الريعية

CRI2021-11-23 15:19:05
Share
Share this with Close
Messenger Pinterest LinkedIn

الكاتب : وائل خليل ياسين

- رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية

- استشاري متخصص بحوث سياسات مجلس الدولة الصيني لشؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا

لا يختلف اثنان ان للصين في المنطقة العربية مكانة فيها من الود واواصر العلاقات التاريخية ما يفرض الاحترام كونها تلتزم سياسة عدم التدخل بشؤون الاخرين الداخلية، و تتعاطى مع الدول على اساس الندية، واحترام القوميات والاديان ، والتمسك بقاعدة دعم استقلال الدول، ما اتاح التقدم الكبير في علاقاتها مع الدول العربية وانفتاحها، الذي يشكل فرصة نادرة للعديد من الدول وفي مقدمتها لبنان، فلو استطاع هذا البلد تحقيق شراكة استراتيجية مع الصين من المؤكد انها تنهض به وتنهي أزماته وتخرجه من نفق الريعية التي يتخبط بها منذ عقود، وتضمن مصالحه الاستراتيجية على المدى الطويل كما تمكنه من ترميم سيادته وتحصين أمنه الاجتماعي والاقتصادي، والخروج من دائرة التدخلات الخارجية بشؤونه الداخلية. حيث ان خيار الشراكة الاستراتيجية مع الصين يمكن لبنان من فتح آفق اقتصادية هائلة، ما يكسبه الاستقلالية والتحرر من اي ضغوط اقليمية ودولية مع ضمان عدم سقوطه مجددا تحت هيمنه أي طرف، اذ ان الصين لا تسعى الى نزع النفوذ او اضافة حليف وإنما هدفها تنويع الشراكات ورفع مستوى القدرات والطموح، وتحقيق مشاريع ضخمة على أساس المنفعة المتبادلة.

الواقع أن الصين تولي بالأساس اهتماما كبيراً وواسعاً منذ القدم للعلاقات التاريخية مع الأمتين العربية والاسلامية، ولبنان يعتبراحدى البوابات الاساسية الشاهدة على حقبات “طريق الحرير”، الذي لم يأت من فراغٍ أو مصلحة من طرفٍ واحد، انما شقٌته إنجازات وتراكمات وثقافات وحضارات عريقة تحاكي الواقع، وتواكب التطورات.

إن القيادة الصينية تنهج مسيرة ثابتة الخطوات لبناء الشراكات والاستفادة من الفرص المشتركة لتعزيز الروابط والمصالح المشتركة مع الجميع ومنهم لبنان،حيث ان الصين تؤكد دائما انها منفتحة على الحوار وتشجيع الشراكات الثنائية وتتطلع إلى العمل المشترك بهدف بلورة صيغة تعزز مسيرة التعاون والشركة بين الصين ولبنان .

ان الصين تلتزم بعلاقاتها سياسة عدم التدخل بشؤون الاخرين الداخلية، وتتعاطى مع الدول على اساس الندية من دولة الى دولة بغض النظرعن اختلاف انظمة الحكم اوهوية الجهات السياسية الحاكمة، فالصين تنطلق بعلاقاتها مع الدول معتمدة مبادئها الوطنية والقومية، وهي تتمسك بمبادئها الداعية لدعم استقلال الدول ، اذ ان الصينيون جربوا الاستعمار وويلاته، ومع لبنان تنطلق في تعاملها من المبادىء الخمسة للتعايش السلمي التي تدعو اليها على قاعدة :

1234全文 4 下一页
Messenger Pinterest LinkedIn