العربية

مقالة خاصة: بعد 19 عاما.. الجرائم الأمريكية ما تزال حاضرة في ذاكرة العراقيين

شينخوا2022-03-20 17:18:19
Share
Share this with Close
Messenger Pinterest LinkedIn

وشهدت مدينة الفلوجة (50 كم) غرب بغداد عمليات قصف عنيفة عام 2004 ألحقت خسائر كبيرة في صفوف المدنيين بعد أن استخدمت القوات الأمريكية الفوسفور الأبيض في قصف المدينة، الأمر الذي أدى إلى انتقادات كبيرة من المجتمع الدولي.

ويرى الساعدي أن الولايات المتحدة حولت العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات مع الجماعات المتطرفة، ويقول إن أمريكا "في البداية فسحت المجال لتنظيم القاعدة وفيما بعد جاءت بتنظيم داعش وهو تنظيم متخلف قام بتدمير الثقافة وجذورها والآثار ودمر كل شيء حتى المواقع الأثرية والتراث العراقي"، لافتا إلى أن "جذور هذا الإرهاب لم تنته حتى الآن وما تزال جذوره منتشرة في أكثر من مكان".

وقال حمزة الوراق (56 عاما) صاحب مكتبة في شارع المتنبي وسط بغداد لـ ((شينخوا)) إن القوات الأمريكية ارتكبت الكثير من الجرائم بحق العراقيين بما في ذلك اغتصاب فتاة قبل قتلها هي وأفراد أسرتها في بلدة المحمودية (30 كم) جنوب بغداد، في إشارة الى قيام مجموعة من الجنود الأمريكيين باغتصاب عبير الجنابي (14 عاما) وقتلها وإحراق جثتها لإخفاء الأدلة كما قاموا بقتل شقيقتها (6 سنوات) ووالديها.

وأضاف أن "أمريكا ليست دولة ديمقراطية وإنما دولة عصابات، والأمريكان استخدموا أسلحة محرمة دوليا لقتل المدنيين العراقيين، ولكنها ترى نفسها القوة الأولى في العالم ولا أحد يستطيع محاسبتها".

ويعتقد الكثير من العراقيين أن تحويل شوارعهم إلى ساحات قتال من قبل الجنود الأمريكيين وقتل الآلاف من الأبرياء يجب ألا يمر دون عقاب ويجب أن تتحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية المادية والمعنوية عن تلك الجرائم.

وقال ميسر الشمري (32 عاما) عضو المكتب السياسي لحركة (إبداع) لـ ((شينخوا)) "يجب أن تكون هناك إرادة حقيقية من جانب الطبقة السياسية الحالية لتجريم التدخل الأمريكي واحتلال العراق، ومطالبة الولايات المتحدة بدفع تعويضات للمدنيين الذين سقطوا ضحايا عملياتها العسكرية".

وأضاف أن هناك العديد من الهجمات التي تشنها القوات الأمريكية في مدن عراقية، منها هجوم بطائرة مسيرة أمريكية مطلع عام 2020 قرب مطار بغداد الدولي، قتل فيها قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورة الإيراني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة حشد الشعبي العراقي.

وبين الشمري أن الضربة الجوية التي راح ضحيتها سليماني والمهندس هي انتهاك صريح للسيادة العراقية، ولابد أن يكون هناك موقف موحد للساسة العراقيين تجاه مثل هذه التدخلات ويجب التعامل مع كل البلدان وفق مبدأ التعامل بالمثل.

وقالت عائدة عبد الكريم، مهندسة (50 عاما) إن "أكثر من مليون عراقي ما بين امرأة ورجل وطفل ذهبوا ضحايا بسبب الاحتلال الأمريكي الذي جاء لتدمير العراق، والقصف العشوائي الذي قامت به هذه القوات أدى إلى تدمير الكثير من المنازل ودمار كبير في المعامل وبالبنى التحتية وقد أعاد الاحتلال العراق أكثر من 100 سنة الى الوراء".

وأشارت إلى أن أمريكا استخدمت اليورانيوم المنضب والأسلحة الفتاكة بشكل كثيف وخصوصا في مدن جنوب العراق، وقالت ان "ابن عمي عمره 18 عاما وهو طالب متفوق وكان يحلم بالذهاب إلى الجامعة، إلا أنه أصيب بالسرطان ما اضطر الأطباء الى بتر ساقه ومن ثم ساءت حالته ما أدى إلى وفاته وهناك الكثيرون مثله من الأطفال والشباب أصيبوا بالسرطان بسبب استخدام أمريكا لليورانيوم، كما ظهر الكثير من الأمراض التي ليس لها علاج".

ووفقا للإحصائيات الرسمية العراقية، قتل أكثر من 100 ألف مدني في العراق أثناء الاحتلال الأمريكي للبلاد عام 2003، ومع ذلك فإن العدد الفعلي للمدنيين الذين قتلوا بسبب الأعمال العسكرية غير معروف ولكنه في الغالب أعلى من ذلك بكثير.

كما خلفت الحرب حوالي خمسة ملايين يتيم من الأطفال في العراق أي حوالي 5 % من إجمالي الأيتام في العالم، وفقا للمفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان.

首页上一页12 2
Messenger Pinterest LinkedIn