السعودية الصين في خندق واحد
وبعد انتشار المرض وجه الرئيس الصيني شي جين بينغ تعليمات صارمة لمواجهة هذا الفيروس والقضاء عليه مهما كلف الأمر. كما قاد رئيس مجلس الدولة لي كه تشايغ وقادة آخرون أعمال مكافحة هذا الفيروس من قلب الحدث، في الخطوط الأمامية مع كوادر الشعب الصيني. وتم توجيه الطواقم الطبية وقوات الجيش الباسلة إلى مدينة ووهان. وما أثار انتباهي هو التزام المواطنين الصينيين بالتعليمات واحترامهم لتوجهات الدولة والبقاء بمنازلهم حتى تتم السيطرة الفعلية على هذا الفيروس والقضاء عليه.
وهذا التعاون بين القيادة والشعب يعبر عن قوة التكاتف وتحمل المسؤولية لاسيما في الأوقات الحرجة. وما زلت أتذكر الأزمة التي عاشتها الصين ومرت بها من قبل، وذلك عام ٢٠٠٣ وهي مرض السارس، وكيف أنها تعاملت معه في وقت قصير، وقضت عليه، مما زاد من خبرات الصين واحتوائها للأزمات. إن ما تشهده الصين حاليا إذا حدث في بلد آخر لترك آثارا سلبية كبيرة، ولكنني على يقين من أن الصين سوف تصل إلى بر الأمان وتتخلص من هذا الفيروس قريبا. والأمور هنا تدل على أن الحياة ماضية، ولن تتوقف ولن تكسر شوكة هذا الشعب البطل، وأن القيادة ماضية للوصول لغايتها وهي الانتصار على الفايروس. ولن تنظر للخسائر التي تكبدها الاقتصاد الصيني، بل على العكس، فقد رصدت المليارات لمواجهة هذا الظرف الطارئ.
إنها الصين يا أصدقائي. إنه ذلك التنين الذي سوف ينهض من جديد باقتصاد أقوى ممتلكا حلولا لجميع الأزمات التي تمر بها البلاد حاليا. إن الصين تقف في الخط الأول لمواجهة هذا الفايروس نيابة عن العالم كله. والفضل في ذلك يرجع لحكمة القيادة ووعي الشعب الصيني الذي لولاه لغزا هذا الفيروس العالم أجمع.
وهذا يدل على أن الصين هي الركن الأهم في هذا العالم، حيث يرتكز عليها السلم العالمي والاقتصادي باتخاذها الإجراءات الوقائية على العديد من الصعد، وهي إجراءات لا يتخيلها العقل البشري ولا تقوى أي دولة عليها.
منذ إنشاء الصين الجديدة بقيادة الزعيم الراحل ماو تسي تونغ تمضي بخطى ثابتة، وخلال قيادة الزعيم شي تنهض بقوة وستنتصر على هذا الفيروس القاتل بسواعد أبنائها وتقف على قدميها وبقوة ستواصل مسيرة التنمية.
وخلال هذه الأزمة، جرى اتصال هاتفي بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وفخامة الرئيس شي جين بينغ، حيث عبر الملك سلمان عن وقوف المملكة مع الصين حكومة وشعبا ، ومتابعة الجهود الحثيثة التي تبذلها الجهات الرسمية والشعبية لمكافحة هذا الفايروس. وما زلت أذكر أن المملكة العربية السعودية كانت من أوائل الدول التي وقفت مع الصين خلال فترة زلزال وينتشوان عام ٢٠٠٨. وستقف دائما معها ، مما يعبر عن قوة روابط الصداقة الاستراتيجية بين البلدين حكومة وشعبا.
وأخيرا وليس آخرا، فإنني أتذكر كلمة الرئيس شي لهذه السنة والتي قال فيها: دعونا نغتنم كل لحظة من الوقت، ولا نضيع زهرة الشباب، لنستقبل معا عام ٢٠٢٠. إن هذه الجملة مليئة بالمعاني الحلوة و بشريات المستقبل الباهر الذي ستحوله سواعد أبناء الشعب الصيني بقيادته الحكيمة إلى بستان من الزهور