خبير: مبادرة الصين لإحلال السلام في القرن الإفريقي ستؤتي ثمارها
قال محلل سياسي بارز إن الدور الاستباقي الذي تلعبه الصين في تحقيق السلام والتنمية في القرن الإفريقي يعد خطوة مهمة للغاية نحو حل التحديات الأمنية القديمة والناشئة في المنطقة.
وذكر مكريم مفتاح، الأستاذ المساعد في جامعة الخدمة المدنية الإثيوبية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن هناك حاجة إلى استراتيجية جيدة التخطيط ومدروسة لمساعدة الجهات الفاعلة السياسية في المنطقة على الانخراط في حوار حقيقي وحل تحدياتها الأمنية.
فخلال زيارته إلى إفريقيا في بداية العام، اقترح عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي "نظرة مستقبلية للسلام والتنمية في القرن الإفريقي"، والتي تهدف إلى دعم دول المنطقة في تحقيق السلام والأمن الدائمين واحتضان التنمية والرخاء.
يشعر مفتاح بالتفاؤل بأن مبادرة الصين للسلام والتنمية في المنطقة ستؤتي ثمارها بالتأكيد، بالنظر إلى العلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية الجيدة التي أقامتها مع الدول والجهات الفاعلة السياسية في المنطقة.
ولدى إشارته إلى أن الحوارات السابقة التي يسرتها جهات فاعلة أخرى لحل الأزمة السياسية والأمنية في المنطقة سلميا لم تنجح، قال مفتاح إن طرفا ثالثا مثل الصين سيساعد في نهاية المطاف في اجتثاث المشكلة من جذورها في المنطقة.
وقال المحلل إن الجهد الضئيل الذي بُذل لحل الأزمة السياسية في المنطقة لم يؤد إلى أي نتيجة ذات مغزى حيث لا تزال النزاعات قائمة في أنحاء مختلفة من المنطقة دون حل.
وفي معرض إشارته إلى أن استمرار النزاعات المسلحة في أجزاء مختلفة من المنطقة، شدد المحلل على الحاجة الماسة إلى وقف إطلاق النار بين القوى المتحاربة في المنطقة.
ورأى مفتاح أنه "يجب على الأطراف المتنازعة إلقاء أسلحتها لإجراء مناقشات سلمية ويتعين على الصين المساعدة في حمل القوى السياسية والجهات الفاعلة السياسية في القرن الإفريقي على وقف القتال".
وقال مفتاح إن المشكلات الأمنية في المنطقة تتصاعد حقا من حيث الحجم والشكل والعمق وإن مثل هذا التدخل سيلعب على الأقل دورا مهما في جذب الجهات الفاعلة ذات الصلة للحضور ومناقشة تحدياتها الأمنية وحلها.
ولدى تأكيده على دور الصين الأكبر في التوسط من أجل إحلال السلام في القرن الإفريقي، رأى مفتاح أن المؤتمر السلمي الذي من المقرر أن تعقده الصين في المستقبل القريب يحتاج إلى إنشاء منصة يتم فيها الاستماع إلى أصوات جميع الجهات الفاعلة السياسية ومعالجة مشكلاتها.
وأضاف "أعتقد أن المشروع، الذي وعدت به الصين في البداية، هو مبادرة مهمة للغاية ولم أر مثل هذه المبادرة من الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية. يبدو أنها شاملة للغاية".