تعليق: أيتها الولايات المتحدة، يرجى معالجة مشكلتك الخاصة بالإبادة الجماعية للسكان الأصليين قبل استضافة "قمة الديمقراطية"!!
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا قائمة "المشاركين" المدعوين في "قمة الديمقراطية" في شهر ديسمبر الحالي، وتضم القائمة الخاصة بالمدعوين 110 مشاركا وجهت لهم الدعوة لحضور الحدث الافتراضي، إلا أن الرأي العام داخل البلاد أشار إلى أنه توجد هناك ظواهر تمييز عنصري شديد . وطالب المجتمع الدولي الولايات المتحدة معالجة جرائم الإبادة الجماعية لقبائل الأمريكيين الأصليين أولا.
وقالت كيشا جيمس، وهي أميركية هندية: "عيد الشكر بالنسبة للسكان الأصليين هو يوم حداد". وبمناسبة العيد لهذا العام، نظم أعضاء قبائل الأمريكيين الأصليين من منطقة نيو إنجلاند مسيرة لإحياء ذكرى "الإبادة الجماعية ونهب الأراضي والانتهاكات الثقافية القاسية التي عانى منها ملايين الأمريكيين الأصليين"، ما جعل عيد الشكر الذي نظمه الأمريكيون البيض لإظهار امتنانهم للهنود على حياتهم، أمرا مثيرا للسخرية.
وأظهر استطلاع للرأي نشره مركز بيو للأبحاث في نهاية أكتوبر الماضي أن 74٪ من الأمريكيين يرون أن التمييز العنصري مشكلة خطيرة في المجتمع المحلي. أشارت رشاون راي، باحثة أولى في معهد بروكينغز الأمريكي إلى أن "العنصرية المنهجية ليست في تاريخ البلاد الماضي ، بل ستظل مستمرة في الانتشار في المجتمع وتتخلل كل جانب من جوانب الحياة اليومية". كما اعترف القادة الأمريكيون أن التمييز العنصري المنهجي وصمة عار في الروح الأمريكية.
حتى شعبهم متشائم وخائب الأمل من الديمقراطية الأمريكية، فتساءل المجتمع الدولي: لماذا تجرأت الحكومة الأمريكية على عقد ما يسمى بـ "قمة الديمقراطية"؟ بغض النظر عن مدى جمال قناع "الديموقراطية" الذي يزينه الساسة الأمريكيون، فإنه لا يمكن أن يخفي آلام التمييز العنصري، والتمزق الاجتماعي، والاستقطاب بين الأغنياء والفقراء التى يعاني منها الشعب الأمريكي.
الديمقراطية هي القيمة المشتركة للبشرية جمعاء، وهناك طرق عديدة لتحقيقها، فلا ينبغي أن يكون لدولة واحدة حق التعبير الوحيد في هذه القضية. ولا يمكن للولايات المتحدة التي تعيش كسادا ديمقراطيا، أن تصبح "قاضيًا ديمقراطيًا"، وكذلك لا يمكنها أن تصبح صاحبا ومضيفا للديمقراطية العالمية.
إن "قمة الديمقراطية" لن تتمكن من منح الولايات المتحدة لقب شرف جديد، ولا يمكنها أن تعالج أمراضها الاجتماعية القديمة. هي مجرد مهزلة سياسية للترفيه عن نفسها فقط، لذا يكون محكوما عليها بالفشل من البداية.