أمير قطر يدعو العالم إلى مراجعة جذرية وتحديد مستقبل النظام الدولي قبل فقدان التوازن
طالب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم (السبت) بمراجعة جذرية للأوضاع العالمية قبل أن يصل العالم إلى حالة من فقدان التوازن، داعيا القوى الكبرى إلى وقفة جادة لتحديد مستقبل النظام الدولي.
وقال أمير قطر اليوم لدى افتتاحه النسخة الـ 20 من (منتدى الدوحة) تحت شعار "التحول إلى عصر جديد"، إن عالم اليوم قد وصل إلى مرحلة مفصلية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية، وهذه المرحلة تتطلب مراجعات جذرية قبل أن يصل العالم إلى حالة من فقدان التوازن.
وأوضح أنه "على المستوى السياسي والأمني فإنه يؤسفنا أن نرى تقلصا في المساحات السياسية والدبلوماسية لصالح التمدد العسكري والحلول المسلحة".
وأضاف أن الفجوة الاجتماعية والاقتصادية بين الدول وفي المجتمع الواحد تنبئ بخلل جسيم في الاقتصادات الكلية لا سيما بعد تعزيز قطاع التكنولوجيا ودوره في الاقتصاد وحياة الأفراد، بجانب الزيادة المرعبة في معدلات الفقر وصعوبة الوصول لمقومات الحياة الأساسية والتدهور إلى المجاعات في بعض الحالات.
وذكر أنه على مستوى البيئة والتغير المناخي، فهناك ازدياد على نحو مطرد لأنماط الاستهلاك غير الصديقة للبيئة ومعدلات الإنتاج الصناعي غير المسؤولة، ما قد يؤدي إلى تداعيات كارثية تمس الإنسانية جمعاء وتطال الأجيال القادمة.
وحذر الشيخ تميم من الأصوات الشعبوية ذات النبرة الإقصائية في زمن التوترات المجتمعية والانكماش الاقتصادي، مستشهدا في هذا السياق بظاهرة الإسلاموفوبيا كظاهرة إقصائية أخذت تتصاعد في السنوات الأخيرة.
وشدد على أن الإسلاموفوبيا تحتاج إلى وقفة حازمة وجادة ضدها كتلك التي شهدها العالم في الوقفة ضد التمييز العرقي، وضد العداء للسامية التي قال إنها " باتت تُستخدم على نحوٍ خاطئ ضد كل من ينتقد سياسات إسرائيل، الأمر الذي يضر بالصراع ضد العنصرية والعداء الفعلي للسامية".
ومع تأكيده على تضامن بلاده مع الملايين من الأبرياء واللاجئين من ضحايا الحروب غير العادلة والحسابات الجيوسياسية، ذكّر بالملايين من الفلسطينيين الذين عانوا ويعانون من "الاحتلال الإسرائيلي" والتجاهل الدولي منذ أكثر من سبعة عقود، وكذا الشعوب الأخرى كالشعب السوري والشعب الأفغاني الذين فشل المجتمع الدولي في أن ينصفهم، على حد قوله.
وطالب الأمير الجميع لا سيما الدول الكبرى بالوقوف وقفة جادة لتحديد مستقبل النظام الدولي لأن المعادلات التي استقر عليها النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية وبعد انقضاء الحرب الباردة آخذة في التغير.
وقال في هذا الصدد "لنطرح على أنفسنا سؤالا هاما، ما هو شكل العالم الذي نريد أن نورثه لأبنائنا؟ ما هو العصر الجديد الذي أثبتت الحرب الجارية حاليا في القارة الأوروبية وقبلها جائحة كورونا وغيرها من الأزمات المتتالية أننا لا بد أن نعمل على إعادة تشكيله لصالح الإنسانية جمعاء؟".