العربية

تعليق: العالم يحتاج إلى أوروبا مستقلة استراتيجيًا

CRI2022-04-26 10:28:30

في 24 بالتوقيت المحلي، أعيد انتخاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لولاية ثانية. بصفتها دولة أساسية في الاتحاد الأوروبي، ظلت فرنسا دائمًا العمود الفقري لتعزيز التكامل الأوروبي والالتزام بالاستقلال الاستراتيجي. على خلفية تجدد الحروب في القارة الأوروبية، جذبت إعادة انتخاب ماكرون اهتمامًا خاصًا. وقال شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي: "في هذه الأوقات المضطربة، نحتاج إلى أوروبا مستقرة وفرنسا ملتزمة بجعل الاتحاد الأوروبي أكثر استقلالية".

إن الاستقلال هو تقليد السياسة الخارجية الفرنسية. كان ماكرون يعمل في فترة ولايته الأولى على تعزيز الاستقلال الاستراتيجي لفرنسا وأوروبا بهدف "تقليل الاعتماد على بعض الحلفاء". وفي سبتمبر من العام الماضي، عندما "طعنت" فرنسا من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وفقدت طلب غواصات أستراليا تبلغ قيمته 65 مليار دولار، قال ماكرون علنًا إن الولايات المتحدة ظلت دائمًا مهتمة للغاية بمصالحها الاستراتيجية الخاصة، و"على الأوروبيين التخلي عن سذاجتهم. فنحن بحاجة لإظهار أننا قادرون على حماية أنفسنا عندما نكون تحت ضغوط قوية".

خلال حملته لإعادة انتخابه، قال ماكرون إنه سيواصل سياسته للفترة الأولى وسيخلق فرنسا "أكثر استقلالية". أكسبه هذا الموقف دعم الناخبين، لكنه يمثل أيضًا تحديا أمامه بعد إعادة انتخابه، الأمر الذي سيتجلى في كيفية التعامل مع اختلافات المصالح مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا.

الصراع الروسي الأوكراني هو أخطر أزمة تواجهها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، والحل التفاوضي في مصلحتها. ومع ذلك، وبتحريض من الولايات المتحدة، تواصل أوروبا زيادة العقوبات على روسيا، ما أدى إلى ردود فعل قوية تعاني منها بشكل متزايد. وفقًا لإحصاءات الاتحاد الأوروبي، سجل معدل التضخم في منطقة اليورو رقماً قياسياً في مارس الماضي، حيث ارتفع إلى 7.4٪، ووصل في بعض البلدان إلى 15.6٪، وتستمر أسعار الطاقة والمواد الغذائية في الارتفاع، لتصبح أوروبا ضحية كبيرة للصراع الروسي الأوكراني. أما الولايات المتحدة، صانعة الأزمة الأوكرانية، فتتفرج على الأزمة وتؤججها، في الوقت الذي تغتنم فيه الفرصة لتكوين الثروة وتعزيز اعتماد أوروبا عليها.

كثيرة هي "عمليات طعن" مماثلة تعرضت لها أوروبا من قبل الولايات المتحدة... من استخدام "الولاية القضائية طويلة المدى" لقمع الشركات الأوروبية، إلى فرض تعريفات جمركية على المنتجات الأوروبية باسم "الأمن القومي"، إلى سحب القوات من جانب واحد من أفغانستان دون إخبار الحلفاء...

ما فعلته الولايات المتحدة جعل أوروبا تدرك جيدا أن الولايات المتحدة لن تتردد في التخلي عن حلفائها من أجل حماية مصالحها الخاصة. لهذا السبب، تتزايد دعوات أوروبا للتخلص من اعتمادها الاستراتيجي على الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، أصدر الاتحاد الأوروبي "خطة البوصلة الاستراتيجية" الشهر الماضي، التي توصي ببناء قوة عسكرية أوروبية مستقلة عن الناتو وبناء إطار أمني خاص بأوروبا.

على الرغم من أن دفع عملية الاستقلال الاستراتيجي لن يكون أمرًا سهلا، إلا أن خضوع أوروبا للولايات المتحدة لن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية عليها . كما أن العالم يحتاج إلى أوروبا مستقلة استراتيجيًا، ويجب على أوروبا أن تضخ المزيد من الاستقرار واليقين في العالم المضطرب والمتغير.

Close
Messenger Pinterest LinkedIn