مقالة خاصة: "تاكسي رمضان" .. مبادرة خيرية في سوريا لتوزيع الطعام على الفقراء خلال رمضان
تتجول الشابة السورية هبة الزين بسيارتها الخاصة في أزقة مدينة قطنا بريف دمشق الغربي قبل موعد الافطار منذ بداية شهر رمضان المبارك، لتوزيع وجبات طعام مجانية على الفقراء بابتسامة كبيرة تعلو وجهها.
وتشعر هبة الزين (24 عاما) بالسعادة وهي تقوم بعملها الخيري التطوعي "تاكسي رمضان" لتوزيع وجبات الطعام التي تحصل عليها من أهل الخير على الفقراء فيما تعيش البلاد وضعا اقتصاديا صعبا نتيجة الأزمة طويلة الأمد التي مرت بها والعقوبات الاقتصادية الخانقة.
واستلهمت الشابة السورية، والتي تدرس في كلية الإعلام بجامعة دمشق، مبادرتها الخيرية من زميلة لها بدأت هذا العمل خلال شهر رمضان العام الماضي في مدينة حمص وسط سوريا، الأمر الذي شجعها على الاقدام على تلك الخطوة هذا العام.
وتقوم المبادرة الإنسانية "تاكسي رمضان"، بحسب الشابة السورية هبة الزين، بالحصول أولا على أسماء العائلات الفقيرة والمحتاجة وتأمين وجبات الطعام لهم من فاعلي الخير وتوصيلها لهم من خلال سيارتها الخاصة قبيل الافطار.
وبدأت هبة الزين المبادرة على صفحتها عبر ((فيسبوك)) وبما أنها تحظى بشعبية في منطقتها بمدينة قطنا بسبب مسيرتها الغنائية السابقة، فقد حصلت على ردود أفعال إيجابية من الناس وأهل الخير الراغبين بالمساعدة خلال شهر رمضان.
ومع بداية شهر الصوم قبل أسبوعين، بدأت هبة الزين العمل بطهي وجبات الطعام في منزلها بمساعدة والدتها الداعمة الأولى لها، وبعد أيام توسع العمل أكثر فأكثر من خلال اتصال جمعيات خيرية بها لتأمين المزيد من وجبات الطعام للناس المحتاجة وتوزيعها في قطنا بسيارتها الخاصة.
وقالت الشابة السورية لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كانت تجمع وجبات طعام مغلفة من أحد المطابخ الخيرية في منطقة المزة بدمشق في صندوق سيارتها منطلقة باتجاه مدينتها قطنا، إنها تقوم بأخذ وجبات الطعام كل يوم تقريبا من هنا وتعود به إلى منزلها وتقوم بترتيبه وفقا لقائمة الأسماء الموجودة لديها.
وقبيل الإفطار تركب هبة الزين مع والدتها وصديقتها المقربة في سيارتها، لتبدأ في التجول بالأزقة الضيقة في قطنا وتطرق الأبواب لتسلم الوجبات للناس.
وعبرت الزين عن سعادتها لأن مبادرتها هي الوحيدة في شهر رمضان، وانها شغوفة بالعمل الخيري والعمل التطوعي.
وقالت المتطوعة السورية "أنا مغرمة بالعمل التطوعي، ولكن لم تتح لي الفرصة للدخول في هذا المجال بسبب بعد المسافة بين مكان إقامتي والمقر الرئيسي للجمعيات الخيرية، لذلك قررت أن أبدأ العمل من منطقتي وسيارتي وبيتي وأطلق هذه المبادرة".
وأضافت هبة الزين "هذه أول مبادرة أشارك بها، وكوني شخصا مؤثرا، فقد انتشرت المبادرة بشكل واسع" ، مؤكدة أن الأشخاص الذين يريدون مساعدة الآخرين، وعمل الخير للناس يمكنهم البدء في العمل دون انتظار أموال كبيرة أو دعم.
وأكدت أنها تدعم الفتيات لكي يقومن بمبادرات إنسانية وخيرية في المجتمع، وأن يكن شجاعات، مشيرة الى أن "أي شخص يستطيع أن يساعد الناس ينبغي أن يبادر".
وتابعت تقول "قدرتي بسيطة، ويمكن لأي شخص أن يبدأ بفعل ذلك باستخدام سيارته أو دراجته النارية أو الهوائية ، أو حتى سيرا على الأقدام".
ووسط الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به السوريون في الوقت الحاضر، فإن الكثير من العائلات محتاجة لكنها لا تطلب المساعدة بسبب طبيعتها الفاضلة، بحسب الشابة السورية.
وقالت هبة الزين "يعيش الكثير من المحتاجين بيننا لكننا لا نشعر أنهم فقراء أو محتاجون ، وفي أغلب الأحيان قد لا يكون لدى هؤلاء الأشخاص طعام على مائدتهم، أو لا يأكلون شيئا"، مشيرة إلى أنه بعد أن بدأت هذه المبادرة والتقت بالناس ورأت معاناتهم قررت أن تلعب دورا أكثر فاعلية وأن تكون حلقة وصل بين من يريد ان يساعد وبين الناس المحتاجة.
وأكدت "هدفي الأساسي هو إيصال الطعام الى الناس المحتاجة، لكي نشعر بأهمية التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع"، مشيرة إلى أن هناك عدة مبادرات ستنطلق اثناء عيد الفطر، وبعد العيد أيضا .