العربية

روضة الانسجام.. اللعب وأشياء أخرى!!

cri2020-12-05 11:53:19

بقلم/ صلاح أبوزيد

يعد التعليم أحد أهم الأسلحة لمكافحة الفقر والقضاء عليه، فالمتعلمون أسرع خروجاً من هذه الدائرة الجهنمية بما يكتسبونه من ثقافة ومهارات وخبرات ومؤهلات للعمل والترقي..

والصين تهتم اهتماماً بالغاً بالتعليم، وتحتل مرتبة متقدمة جداً من حيث جودته على مستوى العالم، وتحرص على إتاحة مجانية الدراسة الإلزامية حتى الشهادة الإعدادية لجميع أبنائها.

ولكن التعليم في منطقة خهتيان جنوبي منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور مجاني من رياض الأطفال حتى الشهادة الثانوية، من أجل رفع مستوى الوعي الثقافي والعلمي بين أبناء الأقليات المختلفة وتأهيلهم بصورة جيدة للعمل والإنتاج..

وقد زرنا اليوم روضة أطفال في ضواحي خهتيان، تحمل اسم "روضة الانسجام"، وبنيت عام 2015م، وتكلفت 8 ملايين و500 ألف يوان قدمتها حكومة بكين كمساعدة لحكومة المنطقة.

والحضانة أنيقة للغاية، وأرض باحتها الأمامية المزخرفة بالألوان الجميلة "تفتح النفس" وتريح الأعصاب، وهي من الداخل لا تقل نظافة وجمالاً عن الخارج، والفصول مرتبة ومزينة ونظيفة، ومرافقها جيدة للغاية، ومبانيها مجهزة بالوسائط العلمية والأجهزة الحديثة لمساعدة الأطفال على استيعاب دروسهم بصورة ميسرة، والحكومة المحلية تخصص دعماً مالياً لكل طفل بالحضانة قيمته 2800 يوان سنوياً.

وهذه الروضة تستقبل الأطفال من قوميات الويغور وهان وهوي، وهي القوميات الثلاث التي تسكن في القرى القريبة، والأطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و 7 سنوات، ويبقون هنا من العاشرة صباحاً إلى ما بعد السادسة مساء، ويتناولون الوجبات اليومية الثلاث التي تحتوي على اللحوم والأرز والخضروات والبيض والفواكه وغيرها من الأطعمة المحلية المتنوعة المحببة إليهم، وهناك أسرَّة ينامون فيها بعد تناول الغداء، ثم يستيقظون ليؤدوا بعض التمارين الرياضية ويلعبوا مع معلماتهم، وعند السادسة مساء يتناولون وجبة العشاء ثم يعودون مع أولياء أمورهم إلى منازلهم..

وبالروضة ستة فصول بها أكثر من 100 طفل، وأكثر من 20 معلمة، والدراسة تبدأ من مارس إلى ديسمبر، تتخللها عطلة من يوليو حتى سبتمبر.

وللحضانة من اسمها نصيب، فقد كان الانسجام واضحاً وملحوظاً بين الأطفال، الذين كانوا يضعون الكمامات التزاماً بتدابير الوقاية من المرض والمكافحة.

وكما يتعلمون هنا اللغة والرسم والموسيقى والرياضيات وبعض المعارف العلمية، فهم يتشرّبون روح الانتماء للوطن الكبير، وهناك لكل فصل معلمتان لتدريس اللغتين الويغورية والصينية ورأينا أطفالاً من قومية هان يتحدثون اللغة الويغورية، ورأيناهم جميعاً في الفصول يرددون وراء معلماتهم الأغنيات باللغتين الصينية والويغورية، ويرقصون معاً على إيقاع الموسيقى في فرح وتناغم.

Close
Messenger Pinterest LinkedIn