العربية

يوميات شينجيانغ --- وفي الأرض الجديدة تحققت الأحلام القديمة!!

CRI2020-12-04 10:58:35

تمثل إعادة التوطين إحدى أهم الوسائل الناجعة التي تنتهجها الحكومة الصينية للقضاء على الفقر واجتثاثه من جذوره، حيث يجري بناء قرى جديدة بها الطرق الممهدة الحديثة وجميع المرافق والخدمات، ويُنقَل إليها سكان الأرياف الفقراء أصحاب الظروف المعيشية الصعبة، بعد دراسة طلباتهم وحالاتهم الاجتماعية والاقتصادية، ليبدأوا حياة جديدة ويحققوا طموحاتهم وأحلامهم القديمة ..

واليوم زرنا بعض هذه القرى التابعة لمدينة خهتيان جنوبي منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور، ودخلنا بيوتها والتقينا مع عدد من سكانها، ورأينا الحياة التي يعيشونها الآن، أما حياتهم السابقة فقد أخبرونا عنها، حيث كان رفيقهم شظف العيش وضيق الرزق والحرمان والإحباط والأحلام الضائعة..

فها هو طوسون تختياسين (31 عاماً) وزوجته أوانيسه من قومية الويغور.. ينتقلان من منزل قديم ضيق متهالك في إحدى القرى يسكنه 9 أفراد من أسرته إلى قرية جديدة أنشأتها الدولة على نفقتها، وأعطتهما الحكومة المحلية مجاناً منزلاً مساحته الإجمالية تصل إلى أكثر 650 متراً مربعاً، والمسكن مساحته 70 متراً وبه ثلاث غرف وحمام ومطبخ ومزود بالغاز والماء والتدفئة والمرافق اللازمة، بل منحتهما 10000 يوان لتزيينه وزخرفته وفرشه، وقدمت له صوبة زراعية قريبة من المنزل مساحتها أيضاً 650 متراً مربعاً، يؤجرها لآخرين.

وهو يعيش في هذا المنزل مع زوجته أوانيسه وطفليه الصغيرين، ويعمل في تجارة الفاكهة التي يشتريها من تجار الجملة ويحملها في سيارته الصغيرة إلى القرى وزبائنه الآخرين ما يدر على الأسرة حوالي 6000 أو 7000 يوان شهرياً، بعد أن كان دخله قديماً لا يتجاوز 4000 أو 5000 يوان في العام من عمله في زراعة الجوز.

وفي موطنه الجديد يزرع حول منزله أشجار الفواكه والخضراوات، وحقق حلمه القديم في تربية الحمام، حيث كان يتمنى ذلك في قريته القديمة ولم يكن بوسعه أن يفعل، اليوم لديه مكان واسع يربي فيه حَمَام السباق ويبيعه، فيشبع هوايته من ناحية ويكسب دخلاً إضافياً من ناحية أخرى، وقد أرانا حمامة سباق بوسعها الطيران لمسافة 50 كيلومتراً، وعُرض عليها 7000 يوان ثمناً له، فرفض بيعها.

والقرية بها روضة أطفال ومدارس ابتدائية ومتوسطة ومعهد عال ومستشفى حديث، وتضم 286 أسرة لها ظروف شبيهة بأسرة طوسون، وانتقلت من قراها السابقة إلى هنا..

أما نور ميميتي تورسون (33 عاماً) وزوجته تونسه من قومية الويغور، فهما نموذج آخر للخروج من دائرة الفقر وتحقيق النجاح ..

كانت لديه قطعة أرض في قريته القديمة لا تتجاوز مساحتها 11 قيراطاً، يزرعها فلا تدر عليه إلا دخلاً ضئيلاً للغاية، وكان يعيش مع زوجته وطفليه وأبويه في بيت صغير قديم، فتم نقلهم في عام 2015م إلى منطقة جديدة رائعة الجمال تشبه الكومبوندات التي نعرفها وأعطته الحكومة منزلاً يشبه الفيلا وأمامه باحة واسعة، وبلغت تكلفته مائتي ألف يوان دفع منها 50 ألفاً فقط والباقي هبة من الحكومة التي منحته أيضاً صوبة زراعية يؤجرها ويكسب منها دخلاً آخر..

ونور شاب طموح افتتح في الباحة الأمامية لمنزله مطعماً صغيراً لبيع السمك المشوي، ويكسب من عمله جيداً وله زبائن كثيرون من سكان المنطقة، وقد دعانا لتناول سمكه اللذيذ المشوي على الفحم، الذي تنطلق رائحته لأميال فتسيل اللعاب وتُجيع الشبعان.

ولم يكتف بهذا بل راح يتاجر في أدوات المكياج ويبيعها عبر الإنترنت، واقتنى من مكاسبه سيارة حديثة قبل شهرين، ويخطط لافتتاح مطعم كبير للسمك المشوي ليضاعف أرباحه ويحقق نجاحاً أكبر .

ولولا تكرار الكلام لحدثتك عن عشرات من قصص النجاح الكثيرة تلك، وقد شهدنا بعضاً منها أينما ذهبنا في تلك القرى والمناطق الجديدة، حيث تغيرت حياة أصحابها 360 درجة في فترة قياسية في ظل جهود الدولة لمساعدة الفقراء في المناطق الريفية، الذين أصبحوا ينعمون بحياة مستقرة وطيبة ويخططون لمستقبل أكثر سعادة وإشراقاً.

Close
Messenger Pinterest LinkedIn