العربية

يوميات شينجيانغ --- وصليت العصر في جامع خهتيان

CRI2020-12-04 10:38:24

يقع الجامع الكبير في قلب مدينة خهتيان جنوبي منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور، وقد أنشيء عام 1848م، وأعيد بناؤه وتوسعته مرتين، الأولى في عام 1997م والثانية في عام 2019م، وتبلغ مساحته الإجمالية أكثر 4800 متر مربع، فيما تبلغ مساحة مبانيه حوالي 3000 متر مربع، وتصل مساحة قاعة الصلاة إلى 1200 متر مربع، وتتسع لمئات المصلين.

وعندما تصافح عيناك واجهة الجامع شاهقة الارتفاع، التي تزينها النقوش الدقيقة والتشكيلات الهندسية البديعة، يرفرف قلبك بين جوانحك وتستحضر على الفور فنون العمارة الإسلامية في مساجدنا الكبرى بأرجاء العالم الإسلامي..

وحين استقبلنا إمام المسجد وخطيبه "أبو الحسن"، الذي تكسو ملامح وجهه السماحة والبشاشة والطيبة، بادرنا قائلاً: السلام عليكم.. أهلاً بكم في جامع خهتيان..

وخلال حوارنا معه عرفنا أنه زار مكة المكرمة خمس مرات بين حج وعمرة، وقال ضاحكاً فيما أنا أتحدث مع مرافقي باللغة العربية لكي يتولى مهمة الترجمة بيننا: أنا لا أتقن العربية، ولكنني أفهم جزءاً كبيراً من كلامكم.

ثم واصل كلامه قائلاً: نحن من أهل السنة ونتبع المذهب الحنفي، والدولة تحترم الحرية الدينية لأهالي المنطقة، وتقدم المساعدات للقائمين على شئون المساجد من الأئمة ونوابهم والشخصيات الدينية الأخرى، وتدعم الحكومة المحلية الذين يعانون من ظروف مادية صعبة، موضحاً أنه شخصياً يحصل على إعانة شهرية قدرها 1000 يوان، كما توفر لهم الدولة ضمان الشيخوخة والضمان الاجتماعي والتأمينات الصحية، ويمكنهم إجراء فحص طبي سنوي مجاني بالمستشفيات المخصصة، وإذا كان هناك مسنون يرغبون في الذهاب للمسجد ولا يستطيعون فإن الحكومة تخصص لهم مركبات ومساعدين لنقلهم إلى المساجد حيث يمكنهم الصلاة ..

ويذكر الإمام أن الجهات المسئولة زودت المسجد بالمرافق الحديثة اللازمة من إضاءة وتدفئة وماء ساخن للوضوء وأجهزة تكييف ومراوح كهربائية وفرشته بالسجاد ..

ويقول الإمام أبو الحسن، والمسجد بخلاف أداء الصلوات المكتوبة يقوم بعدة أدوار أخرى، فهو ومساعده "لطف الله" يلقيان دروساً قبل صلاة الجمعة من كل أسبوع لتعريف المسلمين بقيم الإسلام الصحيحة، بالإضافة إلى إقامة الاحتفالات بالأعياد الإسلامية والمناسبات الدينية المختلفة، وهناك مكتبة ملحقة بالمسجد وتضم مجموعة كبيرة من الكتب الدينية باللغات العربية والصينية والويغورية، وهي متاحة للمطالعة والقراءة والاستعارة.

ويضيف الإمام: "هذا هو واقع الحال في مسجدنا، ولكي تعرف الشيء على حقيقته لابد أن تراه بنفسك"، مبيناً أن هناك مسجداً بكل حي في المدينة وبكل قرية وهذا يلبي حاجة المسلمين هنا..

والمرأة في شينجيانغ – كما أخبرنا الإمام- غير مسموح لها بالصلاة في المساجد، فصلاتُها في بيتها أفضل وفقاً لما ورد عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وهذا ما تعارف عليه أهالي المنطقة منذ دخول الإسلام إليها قبل أكثر من ألف عام.

وقد وافقت زيارتنا للمسجد صلاة العصر، التي كان موعدها في الخامسة والنصف حسب التوقيت المحلي للمدينة، حيث بدأت أعداد من المصلين في التوافد لأداء الفريضة، وصافح آذاننا وأرواحنا الأذان الذي انساب من ميكرفون الجامع الداخلي بصوت هاديء خاشع تزيد من عذوبته تلك اللكنة المحببة لمسلمي الصين حين ينطقون العربية.

وكان من الواضح حرص الجميع على وضع الكمامات، وقد اصطف المصلون في قاعة الصلاة الفسيحة خلف الإمام وبين كل مصل وآخر مسافة متر التزاماً بالتباعد الاجتماعي وتدابير الوقاية من الوباء ومكافحته.

Close
Messenger Pinterest LinkedIn