شاب هندي يروي حكايته مع كوفيد 19 في بكين "أمي" الصينية
يروي لنا هذا الشاب الهندي، الذي يعمل موظفاً بمجموعة الصين للإعلام، حكايته مع كوفيد 19، ولماذا قرر البقاء في الصين أثناء تفشي المرض؟، وما حكايته مع أمه الصينية؟
فيقول:
هل أنت خائف؟
طرحت هذا السؤال على نفسي عند تفشي وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19).
وفي الحقيقة لم أكن خائفاً، فهذه الأزمة تمثل تحدياً لنا جميعاً، ودائماً هناك الكثير من التحديات، وهناك أيضاً طرق عديدة لمواجهتها، ولكن النجاح يعتمد على كيفية معالجة الأزمة، لذلك رفضت الهرب والغرق في الخوف، وقررت قبول التحدي والبقاء في الصين.
وهناك سبب آخر لاختيار البقاء، وهو أنني أعتقد بقدرة الصين على السيطرة على المرض، حيث يؤمن الجميع حكومة وشعباً أن هذه معركة صعبة ولا بد من الفوز فيها، إن الجميع يد واحدة، فماذا أخشى؟
خلال ذلك الوقت العصيب، رأيت الصينيين يوفرون الحماية والتشجيع والعون لبعضهم البعض، وغالباً ما كان يدعمني الزملاء والأصدقاء عبر برنامج التواصل الاجتماعي الصيني Wechat..
وهنا يجب أن أذكر سيدة تبلغ من العمر 74 عاماً، التقيت بها أثناء ممارستي هواية الرقص في الحديقة، إنها من بكين، دعوتها بالخالة، لكنها طلبت مني أن أناديها "أمي".
في فبراير ومارس من هذا العام، لم يتمكن الناس من التجمع بسبب الوباء، وتوقف أيضا نشاط الرقص.
وفي أحد الأيام تلقيت مكالمة هاتفية من "أمي"، سألتني "كيف حالك؟، ثم قالت: احمِ نفسك جيداً وتناول المزيد من الطعام، لا تخرج من البيت، لا تذهب للرقص، ارتد كمامة إذا اضطررت للخروج.
وكانت تتصل بي كل أسبوع، وحديثها كله كان حديث الأمهات لأطفالهن، كنت متأثراً جداً بقلقها وخوفها علي.
وبعد أن سيطرت الصين على كوفيد -19، ذهبت إلى الحديقة للرقص مرة أخرى، وذات يوم رأيت "أمي" هناك، ابتسمت وسارت نحوي ببطء، وربتت على كتفي وسألتني: "كيف حالك؟" ..
وكنت سعيداً جداً أن أراها أيضاً بخير.
إن البلدان والحكومات والأديان لها حدود، ولكن لا ينبغي أن تكون هناك حدود بين البشر، فالحب يمكن أن يعبر جميع الفواصل ويتغلب على كل شيء، وسيساعدنا على أن نربح العالم.