مدينة مانتشولي: لوحة فريدة في شمالي الصين
تقع مدينة مانتشولي في قلب مرج هولونبيل الواسع، وفي شرقها سلاسل جبال داشين آنلين، وتتاخم جمهورية منغوليا غربا وروسيا شمالا، تعرف بـ "نافذة نحو شمال شرقي آسيا". إنها أكبر مرفأ بري حدودي في شمال الصين ويرجع تاريخها إلى مائة سنة ونصف، يبلغ إجمالي مساحتها أكثر من سبعمائة كيلومتر مربع، ويعيش فيها 260 ألفا من السكان المنتمين إلى عشرين أقلية قومية بما فيها قوميات منغوليا وهان وهوي وكوريا وآلونتشون وروسيا وغيرها.
وبفضل موقعها الجغرافي الهام، تتحمل مدينة مانشولي اليوم أكثر من 60% من مهام نقل البضائع التجارية بين الصين ورسيا، إضافة إلى توثيق الروابط الخارجية مع دول شمال شرقي آسيا.
وبالإضافة إلى ذلك، تتميز منطقة مدينة مانشولي بالموارد الطبيعية، ويقولون إنه لمدينة مانشولي ثلاثة كنوز مميزة بالألوان الأزرق والأسود والأخضر. والكنز الأزرق يشير إلى بحيرة هولونبيل التي تبلغ مساحتها حوالي 2400 كيلومتر مربع وهي أكبر البحيرات في شمالي الصين. والكنز الأسود يشير إلى منجم زالي نور الممتاز الجودة للفحم، ويذكر أن احتياطيه للفحم يصل إلى 10 مليارات طن تقريبا وذلك إلى جانب أنواع المعادن النادرة. أما الكنز الأخضر فهو يشير إلى مرج هولونبيل الواسع، وهو يشبه حجرا كريما مرصعا على هذه الأرض الخصبة، إنه من أكبر أربعة مروج عالمية.
تعد مدينة مانتشولي مدينة صغيرة نظيفة وجميلة تربط منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم شمال شرقي الصين وروسيا وجمهورية منغوليا. رغم أنها مدينية صينية في الحقيقة، إلا أنها تتمتع بخصائص روسية واضحة.
حينما تتمشى في شوارع مانتشولي، من الممكن ألا تجد الكثير من الروس هناك فحسب، بل تجد اللوحات المكتوبة باللغات الصينية والروسية والمنغولية على أبواب مختلف المتاجر، وهذا يجعل السياح يعتقدون أنهم يبقون خارج الصين. وقالت الآنسة التي تعمل في فندق راق بمدينة مانتشولي إن الكثير من الروس يسافرون إلى مانتشولي وخاصة في فصل الشتاء، لأن عيد الميلاد يعد عيدا مهما بالنسبة إليهم، إلا أنهم لا يقضون هذا العيد هنا، بل يقصدون شراء بعض الهدايا مثل البضائع الصغيرة والملابس والأحذية والقبعات وما إلى ذلك، لأن هذه الأشياء وفيرة وأسعارها رخيصة نسبيا.
وبالإضافة إلى الشوارع المتميزة بالخصائص الروسية، أصبح ميدان دمية "تاو وا" موقعا رائعا لا بد أن يزوره السياح الذين يأتون إلى مانتشولي. إن دمية "تاو وا" تعد نوعا من الفنون اليدوية التقليدية والمتميزة في روسيا، ويعتبر ميدان دمية "تاو وا" الميدان الوحيد والخاص للترفيه والتسلية بدمية تاو وا في الصين، وتبلغ مساحته 60 ألف متر مربع، والمبنى الرئيسي في هذا الميدان هو دمية تاو وا الكبيرة التي يصل ارتفاعها إلى 30 مترا، وتعتبر الآن أعلى دمية تاو وا في العالم، كما تحيط بها أكثر من 200 دمية تاو وا صغيرة و30 بيضة ملونة روسية خاصة بعيد الفصح الغربي وترمز إلى الصداقة والمحبة والتمنيات الرائعة. وبالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن تجدوا بجانب النافورة الموسيقية هناك أبراج ال12 الخاصة بالثقافة الصينية التقليدية وأبراج ال12 الغربية، وإذا شعرت بالتعب، يمكنك تذوق الأطعمة الغربية في المطاعم الغربية الواقعة في داخل دمية "تاو وا" العملاق أو التمتع بالعروض الفنية في القاعة الموجودة داخلها أيضا، وهذا سهل جدا.
ومع التطور السريع للسياحة خلال السنوات الأخيرة، بدأت مدينة مانتشولي تستقبل المزيد من الزوار والسياح إليها كل سنة. وحسب الإحصاء فإن عدد السياح إلى المدينة في العام الماضي قد تجاوز ستة ملايين فرد مما سجل رقما تاريخيا جديدا. وبجهود الإدارة المحلية والوحدات السياحية المختلفة، من المتوقع أن يزداد هذا الرقم باستمرار هذا العام، وقد صارت مدينة مانشولي نقطة ساخنة للسياحة المحلية ومحطة مهمة لدخول الصين أو الخروج منها للقيام بالنشاطات السياحية المختلفة.
ومن أجل دفع تنمية السياحة المحلية، وافقت المصلحة الوطنية الصينية للسياحة على رفع مستوى منطقة تاو وا الطبيعية المبنية في مدينة مانشولي إلى مستوى الدولة بدرجة AAAA. جدير بالذكر أن إجمالي مساحة منطقة تاووا المنظرية الجميلة يصل إلى 54 هكتارا، وبني فيها ميدان واسع مفتوح للاجتماع أو إقامة بعض النشاطات الثقافية والفنية ومتحف الفنون الروسية والمتحف التاريخي لإنسان شيان بي القديم وحديقة الملامح الأوروبية وقصر حفلات الزواج ومعرض المنتجات التذكارية ومركز الاستراحة وغيرها. وحتى الآن، استقبلت هذه المنطقة أكثر من مليون سائح محلي وأجنبي مما يضيف لمدينة مانشولي موقعا سياحيا لامعا جديدا.
تعمل إدارة مانشولي الآن على دفع التنمية الاقتصادية والتجارية والسياحية ودفع الانفتاح على الخارج وتطوير الثقافات المختلفة بالاستفادة من الموارد والخصائص المحلية، وتأمل في أن تصبح مدينة مانشولي نقطة سياحية وتجارية ساخنة على الطريق بين أوروبا وآسيا لتكون مدينة نموذجية لتقوية روابط الصداقة بين الدول الثلاث الصين ومنغوليا وروسيا.
أثلجت السماء كثيرا في الشتاء بمدينة مانتشولي، حيث من المحتمل أن تنخفض درجة الحرارة في العراء إلى أكثر من 30 درجة مئوية تحت الصفر، إلا أن الحرارة المنخفضة لم تؤثر على حماسة السياح لزيارة مدينة مانتشولي، بل بالعكس تتحلى الزيارة الشتوية لهذه المدينة بجاذبية متميزة أخرى.
وتنظم بلدة مانتشولي سنويا مهرجان الجليد والثلوج في الشتاء، وأبدع الفنانون الصينيون الكثير من أعمال النحت الجليدي بما فيها النحت الجليدي للشخصيات المعروفة في التاريخ الصيني والعمارات المشهورة خارج الصين وغيرها. وبالنسبة إلى الأطفال، فتعجبهم الزلاجة المصنوعة من الجليد كثيرا، حيث قال التلميذ لي دونغ شنغ وهو يعيش في مانتشولي إن مهرجان الجليد والثلوج في الشتاء رائع جدا، يغني الناس ويرقصون، ومن الممكن أن تجدوا العديد من أعمال النحت الجليدي للعمارات المعروفة في العالم، إلا أن الزلاجة المصنوعة من الجليد لا تعجبه للغاية فحسب، بل تعجب السياح من المدن الصينية الأخرى ومنغوليا وغيرها من الدول.
تعد مراسم افتتاح مهرجان الجليد والثلوج أروع جزء في المهرجان كله، وفي هذه المراسم، سيأتي إلى هنا زوار من روسيا ومنغوليا والمدن الصينية الأخرى للتمتع بأعمال النحت الجليدي والثلجي الرائعة والعروض الفنية الصينية والروسية والمنغولية الممتازة بما فيها رقصة اليانغو الصينية والرقص الروسي المحلي وعروض الأزياء القومية المنغولية الحديثة. وقالت الفتاة الروسية ناستيا التي تأتي إلى مانتشولي بشكل خاص لمشاهدة مراسم افتتاح مهرجان الجليد والثلوج إنها تحب النحت الثلجي كثيرا، ويأتي المزيد من الروس إلى المدينة للمشاركة في مهرجان الجليد والثلوج الذي يتمتع بشهرة كبيرة في روسيا.
وبعد تمتعكم بمناظر هذه المدينة ذات الخصائص الروسية والجو الحار في مهرجان الجليد والثلوج، لا تنسى أن تشتري بعض البضائع الصغيرة من مدينة مانتشولي قبل مغادرتك لها. إن الروس يعرفون هذه المدينة جيدا لأنهم يتنقلون كثيرا بين روسيا ومانتشولي، والآن يشكل الروس الذين يلبسون القبعات المصنوعة من جلد السمور ويحملون في أيديهم الكثير من البضائع منظرا متميزا في مدينة مانتشولي.
إنّ حي التجارة المتبادلة الصيني الروسي الواقع في المنطقة الحدودية الصينية الروسية والذي أسسته حكومتا الصين وروسيا يعد مكانا رائعا لشراء الروس البضائع الصينية، لأن أنواع البضائع هناك كثيرة جدا، ومن الممكن أن يشتري السياح البضائع التي صنعت في فترة الاتحاد السوفياتي السابق بأسعار رخيصة جدا في هذا الحي، وبالإضافة إلى ذلك، توجد في حي مدينة مانتشولي العديد من الأسواق التي تباع فيها البضائع الصغيرة الروسية والمنغولية بما فيها دمية "تاو وا" الجميلة والمنافض الفضية وعلب المجوهرات ذات الخصائص الروسية والجزم الجلدية الطويلة الساق والمرايا الصغيرة المغلفة بجلد البقر والغنم المصنوعة في منغوليا وغيرها.
كما ذكرت في السابق أن مدينة مانتشولي تجمع بين الخصائص الصينية والروسية في آن واحد، وهى موقع يستحق الزيارة فى الصين. إن مدينة مانتشولي تربط الصين وروسيا ومنغوليا، وتتمتع بخصائص الدول الثلاث بعد اندماج ثقافات الدول الثلاث المذكورة في هذه المنطقة، وبخصوص مهرجان الجليد والثلوج، فهو يعتبر مهرجانا دوليا متميزا لا مثيل له في المدن الداخلية الصينية الأخرى.
أحبائي المستمعين، من الممكن أن تركبوا القطار من بكين للذهاب إلى مدينة مانتشولي، ولا داعي لشراء تذكرة دخول لجميع الميادين والحدائق هناك، لأن كلها مجانية. إن مانتشولي مدينة صغيرة، وإذا ركبتم سيارة أجرة للتجول في المدينة، فلا تتجاوز التكلفة 7 يوانات صينية في الظروف العادية.