العربية

الدول العربية تهتم بإستقطاب السياح الصينيين

国际在线2018-04-19 16:31:27

يحتضن مركز المعارض الزراعي في بكين الطبعة الجديدة من صالون الدولي الصيني للسفر و السياحة و الذي استغرق ثلاثة أيام ، نسخة هذه السنة جلبت أكثر من 400 عارض لاكثر من 70 دولة ، اختارت هذه المنصة المهمة التي تمثل لهم خيار مناسب من اجل معرفة متطلبات السائح الصيني و الإحتكاك بوكلاء السفر الصينيين من طرف موردي منتجات السفر العالميين .

لقد شاركت في هذه النسخة العديد من الدول العربية بقطاعيها العام و الخاص في خضم ارتقاء قطاع سياحة إلى دافعة إقتصادية بين الصين و الدول العربية بعد ان اصبحت الصين أكبر مورد للسواح في العالم حيث بلغ عددهم أكثر من 130 مليون سائح توجهوا إلى الخارج العام الماضي حسب إحصائيات رسمية ،

من خلال وجود الدول العربية في هذا المعرض نلتمس إهتمامها بتطوير و تدعيم هذا القطاع ليشكل جسراً آخراً مهماً في العلاقات الصينية العربية خاصة و الدول العربية تحتوي على إرث تقافي مادي وغير مادي كبير بالإضافة إلى ما يحويه العالم العربي من مناظر طبيعية و جغرافية رائعة و جميلة جدا ، تستحق الزيارة ، فالدول العربية من الخليج إلى الأطلسي ويمكن أن تشكل قطباً مهماً يستقطب تدفق السياح الصينيين إلى الخارج وقد قامت بعض الدول العربية بإلغاء تأشيرة الدخول على الصينيين و هذا ما اعطى دينا مكية جديدة.

في هذا الإطار قال سعادة سفير جمهورية تونس ضياء خالد لدى الصين "تعتبر هذه المشاركة مهمة بالنسبة لتونس في المعرض الدولي للسياحة في بكين وأصبحت تقليدية في السنوات الاخيرة ، كما اصبحت السياحة من أهم قاطرات التعاون التونسي الصيني ، وقرار رفع التأشيرة على السياح الصينيين الذي إتخذته الحكومة الصينية في فبراير 2017 تابعه مباشرة ارتفاع عدد السياح الزائرين من الصين ، فقد بلغ هذا الإرتفاع 30 % نهاية 2017و بلغ في بداية عام 2018 إلى غاية ال10 من ابريل 60% فقد اصبحت السوق الصينية نقطة تركيز بالنسبة لقطاع السياحة التونسي ، و السياحة تمثل في حد ذاتها عنصر تواصل بين الصين و تونس من الناحيتيين الاقتصادية و الانسانية ".

أما بالنسبة للسيد جعفر دالي ممثل الخطوط الجوية الجزائرية لدى الصين فقد صرح قائلا " يعتبر هذا العام الخامس الذي تشارك فيه الخطوط الجوية الجزائرية في هذه التظاهرة الإقتصادية ، و الخطوط الجوية الجزائرية تسعى لتجعل من الوجهة الجزائرية وجهة مغرية للسياح الصينيين ، وقد قامت الشركة في فبراير من هذا العام بنقل 230 سائح صيني إلى الجزائر و تونس و المغرب وليبيا وموريتانيا بصفتها الناقل المغاربي الوحيد الذي لديه خط مباشر مع بكين ."

من جهة أخرى أشار السيد حسن عبد الرحمن الابراهيم رئيس قطاع تنمية السياحة لدى الهيئة العامة للسياحة القطرية في تصريحة لإذاعة الصين الدولية قائلا "تعتبر هذه المشاركة الاولى في هذا المعرض وهي تأتي كإنعكاس على تطور العلاقات القطرية الصينية، واستراتجية قطر للسياحة 2030 ترتكز على تنويع الاسواق السياحية لدولة قطر ، وعلاقتنا مع السوق الصينية وخاصة منذ السنة الماضية قمنا بتوقيع الوجهة السياحية مع الصين ، كما قمنا أيضا بإعفاء المواطنين الصينييين من تأشيرة الدخول و ايضا بتأسيس ثلاث مكاتب سياحية في الصين العام المنصرم وهذا ماعاد ايجابيا على عدد السياح الزائريين لقطر و زاد العدد بنسبة 41% مقارتة بالعام الماضي. نحن نرى أن هناك تطوراً أيجابياً في علاقتنا مع الصين وقد خصصنا ايضاً دوارات تدريبية للإطارات السياحية في قطر لإستقبال السياح الصينيين "

أما بالنسبة لجمهورية مصر العربية التي كانت تعتبر من اسخن النقاط السياحية في الوطن العربي و حوض البحر المتوسط ، تعود على الواجهة من جديد و المهنيين المصريين في قطاع السياحة يعرفون ان ذلك يجب ان يمر اليوم بالصين وهذا راجع إلى ديناميكية السائح الصيني في السوق العالمية للسياحة و ايضا الإستفادة من الإرتقاء في العلاقات السياسية و الإقتصادية بين البلدين و في هذا الصدد صرح السيد محمد الحسنيين " ارقام السياحة تتضاعف وازدادت بشدة في السنوات الأخيرة و خاصة في عام 2017 وتعتبر ارقام قياسية لم تصل إليها السياحة الصينيةفي مصر منذ بدياتها ،وتعتبر العلاقات السياسية حاضنة للعلاقات الإقتصادية ومنها السياحة " ، لكن رغم هذه الاعداد الكبيرة من السياح يبقى الدخل الذي تحصله مصر لايتناسب مع هذا الكم المهم من السياح حسب السيد محمد الحسنيين الذي أضاف قائلا " مشكلة العائدات ليست في الشركات الصينية لكن المشكلة للاسف تكمن في ان الشركات السياحية المصرية الموجودة في الصين تعتمد في الأساس على السعر وهذا يعتبر اسواء طرق البيع رغم انه أحد المكونات و عامل جذب لكن لا يجب أن يكون الأوحد ولهذا فإن المردود منخفض كثيرا "، رغم هذا فقد باشرت الشركات المصرية في مجال السياحة إستحضار برامج تدريبية من أجل خدمة السائح الصيني . الناقل المصري اوالخطوط الجوية المصرية و التي تعتبر الجسر الجوي الذي يربط بين الصين و مصر من خلال منصتين بكين ب3 رحلات اسبوعيا و غوانجو ب7 رحالات أسبوعيا، في المستقبل هناك نية لرفع هذا العدد إلى 7 رحالات من بكين و فتح خط شنغاهاي القاهرة وهذا راجع للزخم الموجود في العلاقات الصينية المصرية حسب السيد كمال رأفت المدير العام للخطوط الجوية المصرية في الصين الذي أضاف قائلا " ان الرحلات من الصين إلى مصر تعتبر في قلب سياسة الشركة المصرية من خلال نوع الطائرة المستعملة و الخدمات المقدمة على متنها ،حتى أنه هناك ضيافة صينية على مثن الطائرة وهذا من اجل السائح الصيني"

السودان أيضا من الدول المشاركة في هذا المعرض ، فبعد أن وصلت العلاقات الصينية السودانية إلى اعلى نقطة ، أصبحت السياحة ايضا نقطة إختراق أخرى في العلاقات بين الدولتين فحسب السيد محمد مدثر عباس مدير التخطيط و المشاريع رئيس مكتب الصين لدى وزارة السياحة و الحياة البرية الذي قال " السائح الصيني يهتم كثيرا بزيارة الاثار التي يوجد بها معابد وهي قريبة من الخرطوم تقع شمال العاصمة ، وهناك عدد اخر من السياح الصينيين يفضلون شواطئ البحر الاحمر و الشعب المرجانية لما تزخر به السودان من تنوع في الحياة البرية فيه ايضا من يتوجه إلى منطقة برية التي توجد بها أكبر محمية في افريقيا منطقة الدندر مساحتها أكثر من 10 ألاف كيلومتر " وهذا مادفع إلى انجاز بنى تحتية جدديدة و ايضا إلى الترويج غلى السياحة في السودان من خلال هذا النوع من المعارض .

أما بالنسبة إلى دولة فلسطين التي تعتبر من أكبر المناطق استقطابا للسياحة الدينية و التي تعتبر مكان حج للدين المسيحي و الإسلام تشارك في هذا المعرض من اجل وضع فلسطين كمقصد سياسي مستقل بين دول العالم و خاصة بين دول الشرق الاوسط ، فمن خلال هذه التظاهرة ستحاول فلسطين إنشاء ربط بين القطاع الخاص الصيني و الفلسطيني في المجال السياحي حسب تصريح ماجد اسحاق مدير عام مكتب التسويق لوزارة السياحة و الاثار الفلسطينية الذي قال " نحن هنا من أجل الترويج لمقصد سياحي اسمه فلسطين يتكون من القدس ،بيتم لحم، الخليل و رام الله ومدن اخر تسمح للسواح بالتمتع بكم هائل من المقومات التاريخية و الأثارية و الحضارية وحسن الضيافة و المطعم الفلسطيني، وفلسطين من اقدم المقاصد السياحية الدينية ولكن اليوم نحن نعرض ايضا السياحة الثقافية ، الطبيعية و العادات و التقاليد الفلسطنية و المسارات السياحية الجديدة التي هي بعدد 10 مسارات " أما فيما يخص الافاق فقد تحدث ممثل الوزارة الفلسطنية مضيفا " توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة الثقافة و السياحة الصينية لعمل تغطية و مضلة للشركات الصينية و الفلسطينية التي تنشط في مجال السياحة ، و الهدف الثاني عمل خطة للإستهداف السوق الصيني من بينها عمل زيارة للإعلام الصيني و للمكاتب السياحية الصينية لزيارة دولة فلسطين و عمل حملة ترويجية من فلسطين إلى الصين "

لقد ابرز هذا المعرض الطرق الجديدة للتعاون الصيني العربي في مجالات كانت في السنوات الماضية شبه منعدمة أما اليوم فهي تشكل حجر زاوية جديد للعلاقات و التبدلات البشرية و الحضارية بين الشعب العربي و الصيني ، فالصين اليوم أصبحت مصدر مهم للسياح في الدول العربية التي تعمل على استقطاب اعداد كبيرة منهم من اجل ان تلعب السياحة دورا تنموياً في المخططات التنموية المستقبلية للدول العربية .

Close
Messenger Pinterest LinkedIn