علي بابا الصينية تساهم في إيجاد فرص عمل للعاطلين بالعراق
بالرغم من بعد الصين آلاف الكيلو مترات عن العراق، إلا أن مواقع التسوق الصينية عبر الأنترنت وخاصة شركة (علي بابا) تلعب دورا مهما في المساهمة بحل بعض المشاكل الخطيرة كالبطالة والفقر في العراق من خلال خلقها للعديد من فرص العمل للشباب العاطلين.
يذكر أن انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في جميع أنحاء العراق تسبب بأضرار كبيرة في الاقتصاد العراقي الذي يعتمد على تصدير النفط والذي انخفضت أسعاره بشكل كبير ما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر في البلاد.
وارتفعت نسبة البطالة في العراق خلال العام 2020 إلى 40 بالمائة مقارنة ب 22 بالمائة في العام 2019 ، وعزت وزارة التخطيط العراقية اسباب ارتفاع البطالة إلى الظروف الصعبة التي خلفها انتشار جائحة كورونا في البلاد.
واتخذت الحكومة العراقية العديد من الاجراءات التي قيدت الحركة للحد من انتشار جائحة كورونا خاصة في العام الماضي والاشهر الثلاثة الماضية من هذا العام مثل فرض حظر التجوال الشامل ومنع الانتقال بين المحافظات وغلق المنافذ الحدودية مع بعض دول الجوار الأمر الذي زاد من نسبة البطالة والفقر في العراق بسبب توقف معظم الأنشطة الاقتصادية.
وبعد تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد بدأ الشباب العراقي بالتفكير العملي وخلق افكار جديدة للخروج من ازمة الوضع الاقتصادي الناجم عن تفشي جائحة كورونا، والاجراءات المشددة التي اتخذتها الحكومة للحد من انتشارها، ومن هذه الافكار التوجه نحو مواقع التسوق الصينية وخاصة موقع (علي بابا) الشهير الذي يتميز بوجود بضائع جيدة وبأسعار معقولة تناسب مستوى الطبقات الفقيرة والمتوسطة.
وفي هذا الصدد، قال الشاب علي عباس صاحب محل لبيع الاجهزة الالكترونية في حي المنصور غربي بغداد لوكالة أنباء (شينخوا) "بعد تخرجي من الكلية، كانت فرص العمل قليلة، فاجتمعنا انا واصدقائي وحاولنا ايجاد فرص عمل، وبدأنا بالبحث إلى أن توصلنا إلى أن هناك اقبالا من العراقيين على المواقع الصينية مثل (علي بابا) و (علي إكسبريس)".
وأضاف "وجدنا الاعلانات عن المواقع الصينية قوية في وسائل التواصل الإجتماعي، والبضائع الموجودة فيها تتميز بأسعارها الجيدة، لان أغلب معامل الشركات العالمية موجودة في الصين، والنقل من الصين إلى العراق يكون أرخص مقارنة بباقي الدول كأمريكا وأوروبا، ما دفع الناس إلى التوجه للشراء عبر المواقع الصينية".
وأكد أن بعض الشباب العراقي عندما لاحظوا نجاح هذه الفكرة، بدأوا بالعمل سواء في بغداد أو بقية المحافظات الأخرى، وبدأوا يشحنون البضائع من المواقع الصينية، مشددا على أن اقبال العراقيين على الشراء من المواقع الصينية ارتفع بشكل واضح.
وأشار إلى أن المواقع الصينية خلقت فرص عمل للشباب العاطلين قائلا "إن اصحاب المحال التجارية بدأوا بالاستيراد من خلالنا لمحالهم، والناس الذين يستوردون بضاعة من الصين ازدادوا ايضا، فهذه المواقع وفرت فرص عمل كثيرة لمجتمع الشباب في العراق".
وكان البنك الدولي كشف أخيرا أن ما بين 2.7 مليون وخمسة ملايين عراقي مهددون بالفقر، جراء جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط، وقال إن "العراق أُصيب بصدمتين خلال العام 2020، واحدة متأتية من انخفاض أسعار النفط، والأخرى بسبب جائحة كورونا".
ويفضل الزبون أحمد كمال في العشرينيات من عمره شراء البضائع من موقع (علي بابا) أو مواقع التسوق الصينية الأخرى لجودتها العالية وأسعارها المعقولة مقارنة بمواقع التسوق الأخرى.
وقال كمال لـ ((شينخوا)) "بصفتي أحد العراقيين المطلعين على مواقع التسوق، أشتري البضائع الصينية لجودتها، وأشجع الشباب العراقي على شراء ما يرغبون به، مثل الألعاب، من موقع علي بابا الإلكتروني أو أي مواقع تسوق صينية أخرى".
بدوره، أكد الزبون أنس جبار وهو يتلقى طلبه من أحد المحال في بغداد أن سبب اختياره للمواقع الصينية وخاصة علي بابا هو استطاعته الحصول على النوعية التي يرغب بها وبفارق السعر عن البضائع الأمريكية وغيرها من البضائع.
وقال جبار لـ((شينخوا)) "إن الفرق الذي حصل معه في الشراء من المواقع الصينية هو حصوله على الأمان من حيث تلقيه البضاعة ذات النوعية الجيدة".
وأضاف "كانت تواجهنا مشكلة كيفية الاستيراد هذه البضاعة خاصة إذا كنا نريد كميات قليلة، لكن عندما بدأ الشباب يعملون بهذا المجال تحققت الفرصة لهم ولنا".
وشدد على أن الشراء عبر المواقع الصينية ساهم بخفض نسب البطالة من خلال خلق فرص عمل، وفي نفس الوقت يضمن الحصول على النوعية التي يرغب بها الزبون وبوقت ليس طويلا.
على صعيد متصل، قال الدكتور زياد الجبوري استاذ الاقتصاد في جامعة بغداد لـ((شينخوا)) "إن الاقتصاد العراقي تأثر كثيرا بسبب جائحة كورونا، كونه يعتمد بشكل أساسي على تصدير النفط"، مضيفا "بعد انتشار الجائحة حصل ركود في الاقتصاد العالمي وانخفضت أسعار النفط في السوق العالمية، وكان العراق من أكثر الدول تضررا ما أدى إلى ارتفاع نسب البطالة والفقر فيه".
وتابع "أن الأفكار التي توصل لها بعض الشباب العراقي، من خلال خلق فرص عمل عبر التجارة الالكترونية من المواقع الصينية، يعد خطوة مهمة ساهمت في ايجاد فرص عمل لبعض هؤلاء الشباب، وانقاذ عوائلهم من الفقر".
ودعا الجبوري، الحكومة العراقية إلى تشجع مثل هذه الأفكار والمبادرات التي توصل لها الشباب العراقي.
وخلص إلى القول "على الحكومة العراقية التفكير مليا بإيجاد أساليب وطرق حديثة لتطوير الاقتصاد بالاستفادة من التجربة الاقتصادية الصينية الرائدة التي حولت الصين من دولة فقيرة إلى واحدة من أكبر الاقتصاديات تطورا في العالم، كونها تسخر التطورات التكنولوجية الحديثة لخدمة الاقتصاد وتحسين الظروف المعيشية للشعب".