في هذا السياق، قالت رئيسة المحل التجاري "شين يا "، تساي لينا، أن مصطفى يعد أحد زبائنه الرئيسيين، وقد عرفت مصطفى منذ عدة سنوات، وحافظا على التبادلات التجارية فيما بينهما. ترى تساي لينا، أن مصطفى تاجر حكيم، وصادق وأهل للثقة. وتضيف،
"نحن نتعاون منذ 5 سنوات، ويطلب سنويا كميات كبيرة جدا. إنه يمارس التجارة بواقعية وصدق، ويسدد ماعليه في الوقت المحدد. نحن نتعاون منذ وقت طويل، ونحن الآن أصدقاء أيضا. "
يملك مصطفى شركة تجارية خاصة في مدينة شيشي، ويملك في دبي محلّين تجاريين ويمارس تجارة التحويل، ويبيع سلعه لدول غرب آسيا ومختلف دول جنوب آسيا، لذلك عليه يوميا أن يعالج كمّا هائلا من الرسائل الإلكترونية، ويستقبل الزبائن، ويتفاوض في الأعمال، ويختار السلع ويرسلها.....منذ سنوات طويلة، ظل مصطفى يحقق نجاحات مستمرة في أعماله التجارية، حيث يرسل قرابة 600 حاوية تجارية سنويا من ملابس الرجال والأطفال إلى دبي. لكن، بصفته تاجر حكيم، لم يكتف مصطفى بهذا فحسب.
قبل سنتين، إفتتح مصطفى في أكثر المناطق إزدهارا بمدينة شيشي مطعما عربيا، وقام بتوظيف طباخين من مصر وإيران والهند برواتب عالية، لإعداد أطباق شرق أوسطية أصلية، وتوفير الخدمات المطعمية للتجار العرب القادمين إلى مدينة شيشي.
في الساعة الخامسة مساءا، عاد مصطفى إلى مطعمه مباشرة من سوق الملابس، يستقبل الضيوف و يسجل الحساب . قال مصطفى، رغم أن أعمال المطعم، قد جعلته مشغولا ومتعبا أكثر، لكنه يتعرف على المزيد من الأصدقاء، وحصل على المزيد من السعادة.
"أطمح لأن أقدم أفضل أطباق الشرق الأوسط في مدينة شيشي، أن أقدم أجمل الأطباق، أفضل الخدمات، أفضل البيئات للأجانب في شيشي، حيث يمكنهم تذوق أطباق بلدانهم، ويتجمعون معا على النرجيلة ويتحدثون فيما بينهم، وهذه السعادة لايمكن أن نقيسها بالمال."
غربت الشمس، جاء وقت صلاة المغرب. أصدرت الساعة الالكترونية في المطعم صوت الأذان . قال مصطفى، أن في مدينة شيشي لا توجد مسجد، هذا يشعره بعدم الراحة.
" مدينة شيشي ليست فيها مسجد، لذلك أنشأ غرفة خاصة للصلاة في مطعمي، لتيسير الصلاة لأصدقائي وزبائني. لكن في الجمعة سنسافر إلى مسجد مدينة جين جانغ وهو يقع بضعة عشر كيلومتر بعيدا عن شيشي. أعتقد شيشي هو بداية لطريق الحرير البحري، آمل أن ينشأ المسجد هنا يوما ما. "
حال الظلام، وازدحم المطعم شيئا فشيئا، وجلس مصطفى للاستراحة، بينما تحدث عن مخططه المستقبلي. حيث قائلا: